الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

لماذا الحجاب ؟! (1)

 
كثيرٌ جداً من النساء اللأتي أخترن طريق العفة و العفاف يوجه أليهم سؤال قد يكون سهلاً لكن للأسف الكثير منهن لا يُحسن الأجابة عليه!! ألا و هو .. لماذا الحجاب ؟! 
و أنا سأحاول الأجابة علي هذا السؤال حتي يكون ذخراً لتلك العفيفات إذا وجه إليهم هذا السؤال ، أسأل من الله الأعانة.



                    

               

  لماذا الحجاب ؟!



الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالكِ يوم الدين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعدُ :
فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة ، كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكانة ، وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، فما صنعه الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة ، بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة ، وَوَحْل الابتذال ، أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين .
وفي هذه العُجالة نذكر فضائل الحجاب للترغيب فيه ، والتبشير بحسن عاقبته ، وقبائح التبرج للترهيب منه ، والتحذير من سوء عاقبته في الدنيا والآخرة ، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .




فضائل الحجاب



1- الحجاب طاعة لله عزَّ وجلَّ وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فالله عز و جل ما خلقنا إلا لعبادته ، و العبادة هي أمتثال أمره و أجتناب نهيه و مع هذين الأمرين لابد من وجود الأخلاص في العمل و المتابعة لسنة النبي صلي الله عليه و سلم .
و الله ما أنزل الفرائض للتضيق علي العباد أو لتحميلَهم فوق طاقتهم .... لا .
بس العكس هو الصحيح ، أقرأ إن شئت (( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ))
فالله ما أنزل الشرائع و الأحكام للتضيق أو للتشديد أو للتزمد بل أنزل الشرائع و الأحكام للتخفيف و للراحة و للتيسير و للهدي (( الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ))
أنظر إلي قوله " كتاب حكيم " و الحكيم هو الذي يضع الشئ المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب .
ثم أنظر إلي تمام الرحمة و الشفقة في قوله (( هدي و رحمة )) ....
فشرائع الله ليست عذاب بل رحمة و شرائع الله ليست ضلال و لا عبث بل هدي و حكمة .
و قد يسأل سائل لماذا تلك المقدمة !!!!
المقدمة هذه لتعلم أن الله لم يطلب من عباده شر ولا عمل شاق يفوق قوتهم ولا أمر عبثي لا حكمة منه بل فرض الله شرائع لِحِكَم قديرة و غاياتٌ سامية و أهدافٌ عالية.
 و قد أوجب الله طاعة أوامره قال تعالي (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ))
أي لا يكون للعبد أختيار أو أعتراض إذا فرض الله شئ لأن أوامره هدي و رحمة و لذلك ختم الأية بقوله (( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ))
فجعل عاقبة من عصاه هي الضلال في الدنيا قبل الأخرة عياذاً بالله ، بل إن الله جعل طاعته علامة من علامات الإيمان كما جعل معصيته علامة من علامات النفاق (( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا )) .
وقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب فقال عز وجل ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )) 
و قال أيضاً (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ))
و قال سبحانه (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ))
كما قال نبيه صلي الله عليه و سلم (( المرأة عورة )) أي يجب سترُها .
فمن أرتدت الحجاب الشرعي بشروطه فهي طائعة لله عز وجل و يدل ذلك علي إيمانها إن شاء الله .
و من نزعته دل ذلك علي معصيتها لله عز وجل و يدل ذلك علي مرضٍ في قلبها نسأل الله العافية .

2- الحجاب عفة

الحجاب عفة لأنه يمنع الأذي سواءً كان هذا للمرأة أو للرجل ، و أنظر إلي قوله تعالي (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ))
(( أَن يُعْرَفْنَ )) لتسترهن و دل ذلك علي أنهن عفائف مصونات . 
(( فَلَا يُؤْذَيْنَ )) إشارة إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها ولذويها كذلك بالفتنة والشر، كما أنه إيذاءٌ كذلك لمن أذاها لأنه تعرض لسخط الله عز وجل و قد يتعرض للمشاكل الجمة من قبلها أو من قبل أهلها .
ورخَّصَ تبارك وتعالى للنساء العجائز اللائي لم يبق فيهن موضع فتنة في وضع الجلابيب وكشف الوجه والكفين فقال عزَّ وجلَّ (( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ )) أي إثم (( أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ))  ثم عَقَّبه ببيان المستحب والأكمل فقال عز وجل (( وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ )) باستبقاء الجلابيب ((خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
فوصف الحجاب بأنه عفة وخير في حق العجائز فكيف بالشابات ؟!!! 

3- الحجاب طهارة

قال سبحانه (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )) فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تَرَ لم يَشْتَهِ القلبُ ، أما إذا رأت العين فقد يشتهي القلب وقد لا يشتهي ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )) .

4-الحجاب ستر

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم (( إن الله تعالى حيِيٌّ سِتِّيرٌ يحب الحياء والستر )) وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم (( أيما امرأةٍ نزعت ثيابها في غير بيتها خَرَقَ الله عز وجل عنها سِتْرَهُ )) والجزاء من جنس العمل .

5-الحجاب تقوى

قال الله تعالى (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ))
فجعل الله لباس الظاهر " الحجاب " مرتبط مع لباس الباطن " التقوي " فأن نزع أحدهما نزع الأخر ، لذلك كان الحجاب دليل علي التقوي .

6- الحجاب إيمان

والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات !! فقد قال سبحانه (( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ )) وقال عز وجل (( وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ )) .
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رِقاق قالت (( إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات وإن كنتن غير مؤمناتٍ فتمتعن به )) فماذا تختارين لنفسك !!! 

7- الحجاب دليل علي الحياء

وقد قال صلي الله عليه و سلم  (( إن لكل دين خُلُقًا وخُلُقُ الإسلام الحياء ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( الحياءُ من الإيمان والإيمان في الجنة ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( الحياء والإيمان قُرِنا جميعاً فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفِعَ الآخرُ ))
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت (( كنت أدخل البيت الذي دُفِنَ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه واضعةً ثوبي وأقول " إنما هو زوجي وأبي  " فلما دُفن عمر رضي الله عنه والله ما دخلته إلا مشدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه !! ))

ومن هنا فإن الحجاب يتناسب مع الحياء الذي جُبِلت عله المرأة.

8- الحجاب غَيْرَةٌ 

يتاسب الحجاب أيضاً مع الغَيرة التي جُبل عليها الرجلُ السَّوِيُّ الذي يأنف أن تمتد النظراتُ الخائنة إلى زوجته وبناته وكم من حروب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرةً على النساء وحَمِيَّةً لحرمتهن قال عليٌّ  رضي الله عنه (( بلغني أن نسائكم يزاحمن العُلُوجَ – أي الرجال الكفار من العَجَم – في الأسواق ... ألا تَغارون ؟!! إنه لا خير فيمن لا يَغار )).


نكمل في الجزء الثاني بإذن الله ^^

0 التعليقات:

إرسال تعليق